الرجل الذي اختار طريق المصلحين والمجاهدين على صعوبته ومشاكله ومتاعبه، كرس حياته لخدمة وطنه بالعلم والمعرفة، متخذا التعليم أسلوبا لنشر اللغة العربية وترسيخ مقومات الشخصية الجزائرية، فهو معلم مثالي، ومناضل مستميت في الدفاع عن عزة شعبه وكرامته.
هو الشيخ الطاهر عبدلي بن أحمد بن يحي بن قويدر بن عبد الله بن الزبير بن يحي بن عيسى بن امحمد، ولد بدوار الناقة سنة 1897، تعلم مبادئ القراءة والكتابة بقريته، وحفظ القرآن على يد الشيخ لخضر بن يحي بن مدواس من دوار الڤطفة. ثم انتقل إلى زاوية الشيخ بوداود بأقبو سنة 1918، وأظهر فيها القرآن حفظا وتلاوة بطريقة “المحمول” و “الوقف” على أسلوب أهل المغرب العربي والتي لا تزال هي السائدة إلى يومنا بقراءة ورش عن نافع، ثم انكب على تحصيل علوم الفقه وبرع فيها، والحديث والتفسير إلى جانب مبادئ العربية، الأجرومية، وعلم الفرائض، وعلم الفلك…عاد إلى مسقط رأسه معلما للقرآن بزاوية الشيخ محمد بن شينون من سنة 1922 إلى 1937، أين انتقل إلى منطقة الشرفة (الأصنام ولاية البويرة) مدرسا للقرآن وإماما بها مدة سنتين.
وفي عام 1946 بدأ التدريس بمدرسة التهذيب بسيدي عيسى التي أنشأها الشيخ علية الحاج عيسى رحمه الله في عهدها الثاني، والتي كان يديرها الشيخ الطاهر طاهري، إلى 1956 حيث أغلق الاستعمار الفرنسي المدرسة وزج بمعلميها إلى السجن، وبقي الشيخ الطاهر عبدلي ينتقل من سجن إلى سجن: سور الغزلان، الحراش، وهران، إلى غاية 1961 حيث أطلق سراحه.
وفي الاستقلال عين إماما لمسجدها الكبير (سعد بن أبي وقاص حاليا) إلى غاية 1974 أين فصل عن العمل بسبب مواقفه من السلطة والثورة الاشتراكية، وانتقل إلى رحمة الله سنة 1979، رحمه الله.
إرسال تعليق