في ذكرى وفاة العلامة المصلح محمد النذير شيخ زاوية العموري: خادم القرآنالذي انتفع الناس بعلمه حيا وميتا


سيدي الشيخ المصلح قامة من قامات جزائر الأصفياء، أنحني بكل تواضع إجلالا لتاريخك المليء بالمآثر والتضحيات الجسام من أجل خدمة أهل القرآن والعلماء العارفين والطلبة والمريدين والأحبة والجيران، وأنا على ثقة تامة بأنهم سيذكرون مسيرتك المتواضعة بإصلاح ذات البين والصلح، والأحياء يعلمون علم اليقين صُلحك في الخصومات الخطيرة بكل حكمة مع رطب اللسان، فكل مرتع من مراتع الزاوية يشهد لك جلوسك القرفصاء على أديم الأرض.
غادرتنا وفي القلوب أسى وحسرة والمنون حق “كفى بالموت واعظا”، لا مرد لقضاء الله، لكنك ستبقى ونبقى لعهدك أوفياء تزفها الأجيال من طلبتك القرآنيين فيك رجاحة العقل، سعة الصّدر، وفاء الإخلاص، عهد على الحق باتباع نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم “إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون”.
سيدي الشيخ المصلح.. أظهرت في طيات تحملك المسؤولية، وفي حياتك معاني في خدمة المقام العموري. حملت الأمانة بكل تواضع حتى الرمق الأخير من حياتك والأمانة وما أدراك ما الأمانة جنبا إلى جنب مع الفقراء والطلبة، أقمت أرضية صلبة أساسها الدين الإسلامي أسست المسجد والتوسعة .
غبت أيها الحكيم وما دونك حكيم فأين أجد الحكيم الحليم خديما وخادما إلا الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله المصطفى الأمين، كانت أمنيتك ودعواتك لقاء ربك في البقيع وما تدري نفس بأي أرض تموت، من أي فصيلة خلقت، دائما تحاذى جوانبك قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تناجيه حتى ترتعد جوارحك تردد الصلاة والسلام على صاحب الشفاعة في كل لحظة تدعو للطلبة وللزوار والمريدين من كل عرش، إنك من الذين يسابقون في الخيرات وهم لها سابقون إنك ميّت يا والدي وحبك في القلب دائم والصلاة على النبي في كل لحظة وفي كل صلاة وفي كل تسبيح فشتان بين هذا وذاك.
إنك يا أبا الجميع لمن سمع نصائحك وما خان عهدك إنك نفحة من نفحات اللّه على من يقصدونك يستلهمون منك الأعمال الصالحة من الفرائض والنوافل بآداب العبودية والأخلاق المثلى. كنت ثمرة من ثمرات الطاعة التي هي مزروعة في قلبك وتزرعها لمن حولك ولعل الدليل القاطع وأنت في حضرة الموت واشتداد المرض أديت صلاة التراويح يوم ختم القرآن سنة 2010 .. إنها صفة العابدين العارفين وأنس ومجالسة معك صفة المحبين .
ما أروعك حين تشابكت يدي بيدك على العهد في محطة سكرات الموت مع البنين والبنات، قلت مرحبا بيوم المزيد مرحبا بالفاتح جاء الفتح والنصر شخص بصرك حل المنون بك وأنت تردد آيات بينات الله الله الله، قلت: حان الأجل المحتوم في الكتاب مسطور بجوار مشايخي فلا تدفني بجانب مشايخي حتى لا أدنس مثواهم وراغ البصر وفارقت روحك إلى علياء الرحمن راضية مرضية.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/259636.html

Post a Comment

أحدث أقدم